الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

البيئة المنزلية وأثرها على تقدم التلميذ في الكويت

طالب يدرس في المنزل


ليس هنالك من شك في أن البيئة المنزلية ذات أثر على جميع من بالمنزل. ويشمل ذلك موقع المنزل ووترتيبه وعمرانه والديكور الداخلي، بيد أنه لا يتعلق كثيراً بفخامته أو غنى صاحبه من عدمه. لكن الترتيب والنظافة مثلاً شيئين يمكن توفيرهما دون أية نفقات تذكر، ولهما أثر كبير في تحسين مزاج الساكنين بالمنزل، وتهيئتهم لإنجاز مختلف المهام والأعمال.





السكينة والأمان والطمأنينة، المودة والتراحم والتعاضد والمساندة، الاهتمام والعاطفة عوامل مهمة جداً، وهي التي تقوم مقام النظافة والترتيب بالنسبة للجانب النفسي. إنها ما يحتاجه أي إنسان في منزله وأسرته ، بل هذه العوامل مجتمعة هي ما يعطي معنىً حقيقياً لكلمة "الأسرة"، وأن ينشأ الإنسان في "أسرة" ليس من قبيل الرفاهية بل هي حاجة أساسية من الاحتياجات الإنسانية، وحق للأمم المتحدة أن تفرد لها مادة كاملة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. إذن حاجة الطفل إلى "الأسرة" والبيئة المنزلية المناسبة تسبق حاجته للتعليم، وبالتالي فإن اهتمامه بهذه الاحتياجات يطغى على أي اهتمام آخر.


الشاهد على ذلك أنه ما من بحث في مشاكل التعليم والتعلم في الكويت إلا وتطرق إلى الحالة الأسرية للتلميذ المتعثر. وعندما تؤدي الأم دورها في تهيئة البيئة المنزلية والأسرية ستكون قد وضعت أساساً سليماً لشخصيات أطفالها يوفر لهم الصفاء الذهني اللازم للانتباه للأمور الأخرى في الحياة مثل التعليم واكتساب المهارات والتفاعل الاجتماعي والخروج إلى المجتمع كأفراد لا تنقصهم الثقة بالنفس ولا يعوزهم الأمان الأسري بل ويتطلعون للمستقبل بطموح وثبات. فالأم هي الحاضنة وهي القريبة من الأطفال والتي تتواجد معهم دائماً بشكل أكبر من الأب. وكذلك بحكم عاطفتها فإنها مهيأة للتضحية بكل شيء لصالح الأبناء.


وتستطيع الأم توفير البيئة المثالية عبر الانتباه إلى عدد من الأمور:



الحفاظ على المنزل في حالة من النظافة والترتيب والنظام في المكان والوقت (وقت الوجبات، اللعب، الدراسة،...الخ).
اتباع الطرق الصحيحة لإشباع حاجات الأطفال العاطفية بالقدر المناسب. فالزيادة أو التقصير عوامل سلبية وفي الغالب لها أثرها السلبي على شخصية الطفل ومسيرة تعليمه.
اتباع الطرق السليمة في التعامل مع الخلافات الزوجية أو غياب الأب، أو زواجه، أو أية مشاكل أخرى متعلقة به ومحاولة إبعاد الأطفال قدر الإمكان عن التوتر الذي تسببه هذه المشاكل إما بأخذ النقاش بعيداً عنهم والتعامل معهم بحياد دون اعتبارهم طرفاً في النزاع الأسري أيا كانت أسبابه ومظاهره. والالتزام بقاعدة مصلحة الطفل العليا كأساس لإدارة النزاع. أي بحسم كل الخلافات لمصلحة الأطفال أولاً قبل أي شيء آخر.
فتح قنوات الحوار والاستماع إلى الأطفال ومناقشتهم في كل ما يهمهم، وكذلك الحديث إليهم بشأن المشاكل الأسرية أو الزوجية ولكن بشكل خفيف وغير عاطفي وعدم الاستخفاف بذكائهم وملاحظتهم. فهذا الشيء سوف يسهل الأمر كثيراً، فكثير من الطلاب لديهم مشكلة في الحديث عن مشاكلهم لأفراد خارج الاسرة لأن هذا يبعث على شعورهم بالذنب والنقص معاً. فعلينا تفادي الأمر بإعطائهم متنفساً يحول دون انفجار هذه الشحنات النفسية المكبوتة داخلهم، وكذلك الحفاظ على ثقتهم في أنفسهم باعتبارهم أفراداً فاعلين في الأسرة وإشراكهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بهم. وبذلك سنغرس فيهم عادة الإيجابية والحوار والنقاش والبحث عن المساعدة. وهذا ما يفتقر إليه التلاميذ المتعثرين أو الذين يعانون من صعوبات اجتماعية في المدرسة أو المنزل.
التعلم المستمر بشأن التربية والأمومة وحل المشاكل الزوجية، والتعرف إلى أحدث الوسائل والمقاربات في التعامل مع الأبناء بمختلف أعمارهم ومراحلهم الدراسية. وقد توفرت الآن المعاهد والجمعيات الأهلية التي تقدم دورات تدريبية في توعية النساء بشتى القضايا التي تتعلق بهن. بالإضافة إلى المصادر المفتوحة اللانهائية على الانترنت وقد صارت الآن المرأة الكويتية باستخدامها للتكنولوجيا مصدراً للوحي لبنات وطنها في كل المجالات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق