الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

صدق أو لا تصدق: العملية التعليمية تبدأ في المهد !








الأم مدرسة أولى للطفل


في أغلب الأحيان وعندما يتحدث الناس عن التعليم، تتبادر إلى الذهن المؤسسة التربوية من رياض أطفال أو مدارس بمختلف مراحلها، ولكن في الحقيقة يبدأ التعليم قبل ذلك بكثير. فالعملية التعليمية للطفل تبدأ منذ ولادته، إذ وبمساعدة الأم التى تكون المدرسة الأولى له وإدارتها الكاملة لهذه العملية، يتكون لديه ما يعرف بالإحساس بالذات، والذي يتطور في السنة الثانية من عمره إلى التمييز بينه وبين الآخرين.


ويقع عبء نجاح أولى مراحل الطفل التعليمية على المرأة بصفتها أم الطفل و مدرسه أولى له الذي يضعه على أول طريق حياته. وتكون الوسيلة الأولى والأقوى والمتمثلة اللعب بكافة أشكاله، والذي لا ينحصر فقط في الدمى الخشبية والبلاستيكية والناعمة والقطارات والسيارات وغيرها من لعب الأطفال، بل يتعدى ذلك كله إلى عدد لا نهائي من الأشكال والأنواع لا يحدها سوى خيال الأم وقدرتها على الابتكار،فالطفل في لعبه وتفكيره يكون منشغلاً بالبحث واستكشافه للبيئة المحيطة بما في ذلك المفاهيم والأشخاص ، بالإضافة إلى إشباع لاحتياجاته البدنية، والفكرية، واللغوية والعاطفية والاجتماعية.


وبواقع الحال فإن الأم ليست فقط مدرس أول بإدارتها وإشرافها على هذه العملية، بل هي أيضاً الشريك الأول في كل أنشطة الطفل قبل دخوله المؤسسة التعليمية وهي من خلال هذه الشراكة تستطيع إضفاء دور تفاعلي لعملية التعليم والتعلم بينها وبين طفلها الحبيب، وهذا يعزز الروابط العاطفية والروحية من خلال تنمية نوع من الصداقة الوطيدة بين الأم والطفل والتي تكمل وتصب في دائرة التعليم والإعداد للتعليم الرسمي فيما بعد.


وقد تكون النصيحة الطبية التي تتلقاها كل أم جديدة بأن تلازم طفلها على مدار 24 ساعة لا توحي بأي شيء غير تلبية احتياجات الطفل وحمايته والتواجد بجانبه للتعامل مع كل ما قد يعتريه من أحوال أو مشاكل ، ولكن بالتأكيد لها أهميتها في أداء الأم لدورها في تطوير وبناء مهارات الطفل بشكل عام، وتستطيع الأم أن تلعب هذا الدور بكل كفاءة عندما تكون على وعي بمتطلباته في هذه الفترة بالتحديد، وكذلك بما يمكن لها أن تقدمه في سبيل الوصول إلى أفضل النتائج.


فالكثير من الأمهات يرضين أن يقتصر دورهن في هذه الفترة على أن يدفعن بالألعاب لأطفالهن ويتركنهم يلعبون بحرية، نعم إلى حد ما هذا شيء إيجابي وقد ينمي استقلالية الطفل واعتماده على نفسه وقدراته على حل المشكلات والتعامل مع البيئة بشكل ممتاز، لكن في نفس الوقت يجب أن يكون هنالك تنوع في الأنشطة ويجب أن يشتمل اللعب على الدراما ولعب الأدوار، التفاعل بين الأم والطفل، المحاكاة، الرسم، والألعاب الجماعية. وقد نشأت نظرية اللعب في الأساس من الفضول والخيال، وهما صفتان تلازمان الإنسان منذ أولى ساعات ولادته، فهو يهتم بكل ما يحدث حوله ويحاول إيجاد إجابات وتخيل ما لم يستطع إيجاده، والمرأة هي مدرسة بفطرتها وعاطفتها وقابليتها للتفكير والتعامل في أكثر من شيء في نفس الوقت يؤهلانها بشكل مثالي للتعامل مع احتياجات الطفل في هذه السن، وبالتالي تهيئته وإعداده بشكل سليم ليبدع في رحلته التعليمية وإن كان التعلم يبدأ في المهد فهو بلا شك يكون على يد إمرأة.



* عزيزتي الأم أرسلي بطاقات وكروت شكر المعلم لمدرستك أو مدرسة طفلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق