دراسة الأبناء هو الموضوع الذي لا يكفّ الآباء عن الحديث عنه، ويُسبّب لهم في الغالب التعب والإرهاق.
لماذا كلّ هذا العناء يا ترى؟!
لماذا يُكافح الآباء السلوكيات التي لا يريدونها بسلوكيات أكثر تطرفاً؟!
الآباء مُحقون في قلقهم تجاه دراسة أبنائهم، ولهم كلّ الحق في هذا القلق، لكن، دعونا نُساعد أبنائنا كي يُحبوا الكتاب، ويستمتعوا في الصباح عندما يخرجوا إلى مدارسهم، دعونا نحاول جادين أن نُلغي من قاموسنا المعارك التي نفتعلها عندما نقرر أن نوقظ أبنائنا بحجة أنّهم لا يُحبون ذلك.
بالطبع أنا أُقدر حبّ وحرص الآباء على أبنائهم، لكننا نخاف من الممارسة الخاطئة التي ستجني على مشاعر الحبّ القائم بينهم، فتدفع الأبناء إلى ردود أفعالٍ لأن يكونوا جامدي المشاعر قليلي الأدب، غارقين في الفوضى.
حسناً، ما الذي يمكننا أن نفعله ؟
الأمر بسيط، سأحاول أن أستعرض لك بعض الأفكار من وجهة نظر مختلفة تماماً، بطريقة تجعلك تخلع جذور الفوضى من أساسها، وأرجو أن تجدها مفيدة لك في مساعدتك على جعل إبنك الشخص الذي يفخر بنفسه وتفخر به أنت أيضاً.
1- الحب بلا مقابل
لا تربط حبك لإبنك بالأشياء، لا تربطه بالدراسة أو أن يفعل ما تريده أنت، إجعله يشعر بقيمة حبك كأغلى كنز يمكنه العثور عليه، سواء كنت أباً أو أماً، لا تنظروا لأبنائكم من منظار ضيّق فيضيّقون عليكم فيما بعد، علّمه أن يبذل الحبّ وينثره حيث يجب وبلا مقابل، وسترى إنساناً آخر سيُذهلك بأفعاله الحميدة، ستخلق شخصاً مُنظماً في داخله وينعكس ذلك على حياته كلها.
2- حاور إبنك
لا تحاول أن تفرض رأيك وكأنه أمر واقع شئت أم أبيت، إذا أردت شخصاً مُنظماً حاول أن تُنظم عقله وأن تحترم الشخص الذي يُمثله إبنك، هل جربت الجلوس بجانبه كي تُحاوره في شئون حياته بجدّية، أو تستمع لرأيه حتى لو كان يخالفك، ستعلمه أن يُحاور الآخرين ويقنعهم لا أن يكبتهم، في الحياة العملية ما ستغذيه من أساليب نافعة له كمهارة إقناع الآخر وتقبل رأيه، ستجعله شخصاً قمة في إحترام النظام الداخلي للإنسان كإنسان وأن لا يتعدى بالجبر على غيره.
3- أعطه الثقة؟
هذه مشكلة ربما بحاجة لأن نتوقف أمامها، هل سبق ورأيت أباً يتهم إبنه ويعمل على تدميره، لقد استدعاني يوماً أحدّ الآباء ليشكو لي إبنه، قلت له : "هل تثق بابنك؟" قال : "لا!"، قلت له : "وماذا تتوقع منه أن يفعل؟!".
إذا كانت جسور الثقة غير موجودة على الأرض، فكيف ستعبر بسفينتك التي تحمل بها أسرتك معك إلى برّ الأمان، قلت له : "لنفترض أنّ إبنك يغرق في بركة ماء، ما الذي ستفعله؟"، فأجاب سريعاً : "أحاول إنقاذه بلا تردد!"، قلت له : "الفرصة لديك الآن سانحة لتنقذه، أنا لا أشك بحبّك له، لكنك عندما زرعت في داخله الشك وأنه شخص لا يُعتمد عليه، ذهب وبحث عن آخرين يقدموا له هذه الثقة".
الثقة أهمّ جسور الحياة التي تبنيها لإبنك ولأيّ شخصٍ آخر تحبه، ثقتك به تدفعه لأن يكون الشخص الذي لا تعبث بداخله الشكوك ويحيا محافظاً للمباديء ويرتقي سلمّ النجاح في حياته، ويُبهرك بتألقه.
يا لها من مدونة مثيرة للاهتمام. انتقلت مؤخرا إلى الكويت مع زوجي. هل قام أي شخص بإجراء اختبارات جينية على www.pgdlabs.com؟ طبيب التلقيح الاصطناعي يرسلها لنا
ردحذف